صحراء الربع الخالي تختبر أساطير الرالي في داكار 2025
شبكة نبض الحدث الاخبارية :

حقق ساينس لقبه الرابع عندما كان في الحادية والستين من عمره، ليصبح بذلك أكبر بطل في تاريخ هذا الرالي العريق الذي وصل إلى نسخته السابعة والأربعين، وأول بطل يتوج بطلاً لداكار لصالح الصانع الألماني أودي.
أصبح الإسباني، البالغ حاليا 62 عاماً ووالد سائق فورمولا 1 كارلوس ساينس جونيور، جدّاً مؤخراً لكن بطل العالم للراليات مرتين والمعروف باسم “الماتادور” يؤكد أنه ما زال قادراً على العطاء.
وقال ساينس خلال إطلاق سيارته الجديدة فورد رابتور حيث يدافع هذا الموسم عن ألوان الصانع الأميركي، إنه: “بذلت كل ما في وسعي للوصول إلى حالة بدنية جيدة وسأبذل قصارى جهدي لمحاولة تقديم سباق جيد. نحن مرتاحون، لقد قمنا بكل ما في وسعنا”.
وأضاف: “أتوقع في المقام الأول أن أستمتع بالقيادة. أتوقع ألا أواجه الكثير من المشاكل وأتوقع أن أقاتل من أجل الفوز. أنا سعيد بالمساعدة في محاولة الفوز بهذا التحدي، داكار”.
لم ينجح أحد في قيادة سيارة جديدة مباشرة من المصنع إلى النصر منذ الفنلندي آري فاتانن الذي انتصر على متن بيجو 205 توربو 16 في عام 1987 ثم بسيارة 405، وريثتها، في عام 1989، قبل أن يكرر الأمر على متن سيتروين زي أكس في عام 1991.
لكن هذا التحدي لا ينطبق حصراً على ساينس، إذ اختار أبرز منافسيه المسار ذاته والحديث هنا عن القطري ناصر العطية، بطل هذا الرالي خمس مرات، والفرنسي سيباستيان لوب بطل العالم للراليات تسع مرات قياسية والباحث عن تتويجه الأول في هذا الرالي.
وسيخوض السائقان المراحل الـ12 للرالي الشاق الذي يمتد لمسافة 5115 كيلومتراً بين بيشة وشبيطة، على متن داسيا ساندرايدرز، فيما سيكون الإسباني ناني روما، الفائز بالرالي عام 2014، على متن فورد رابتور أيضاً.
وسيكون الفرنسي الأسطوري سيباستيان بيترهانسيل، الفائز باللقب 14 مرة (6 مرات في فئة الدراجات النارية و8 في فئة السيارات)، الغائب الأبرز عن الرالي الذي سيفتقد “مستر داكار” لأول مرة منذ 36 عاماً.
وبرر ابن الـ59 عاماً غيابه بقوله: “أحتاج إلى فترة من الراحة”.
“رالي النضج”
واعتمدت للنسخة السعودية السادسة إجراءات جديد لتعزيز السلامة، عن طريق الفصل بين المشاركين في فئتي الدراجات النارية والسيارات في البعض من المراحل.
وكشف المشرفون عن المسار عن إدخال تعديلات جذرية مقارنة بالنسخة السابقة، على أن تبدأ المرحلة الخاصة الأولى من مدينة بيشة وصولا إلى اختتام أشهر راليات الرايد باختبار اجتياز الفرق للكثبان الرملية في صحراء الربع الخالي، حيث هناك إمكانية كبيرة لخلط الأوراق بما يتعلق بـ”الترتيب العام” خلال المرحلة الحادية عشرة قبل الأخيرة، وفقاً لما أشار إليه مدير رالي داكار الفرنسي دافيد كاستيرا.
ويُعد فصل المسارات بين الدراجات النارية والسيارات، وربما الشاحنات أيضاً، في بعض المراحل، الميزة الرئيسة لهذه النسخة، والتي تصب ضمن خانة تعزيز إجراءات السلامة.
وأوضح المنظمون في بيان: “لأول مرة، تم اعتماد خمس مراحل خاصة على مسارات تفصل بين المشاركين في فئة الدراجات النارية فيم والسيارات تحت راية الاتحاد الدولي للسيارات فيا، أي ما مجموعه 45 في المئة من نسبة المراحل الخاصة”.
في فئة الدراجات النارية، سيكون الأميركي ريكي برابيك، الفائز بلقب العام الماضي، أمام تحد كبير بمواجهة زملائه في فريق هوندا، الفرنسي أدريان فان بيفيرين، التشيلي بابلو كينتانيا والأميركي سكايلر هاوس.
إضافة إلى ما تقدم، ستشارك 43 سائقة أيضاً في نسخة هذا العام في المملكة.
وبعد قارة أفريقيا التي تعتبر مهد رالي داكار بين عامي 1979 و2007، انتقلت المنافسات إلى أميركا الجنوبية لفترة 11 سنة (2009-2019)، قبل أن تستضيف المملكة العربية السعودية الرالي منذ عام 2020.
ويشارك في النسخة السابعة والأربعين 778 متنافسا من 72 دولة، على أن يكون الختام في في 17 كانون الثاني (يناير) في شبيطة، على حدود الإمارات.
ومن المؤكد أن مرحلة الـ48 ساعة في الربع الخالي التي تقام للمرة الثانية على بحر شاسع من الرمال مع كثبان رملية تمتد حتى أقصى مدى البصر، ستكون التحدي الأصعب على الجميع.
وقال المنظمون إن مفهوم مرحلة “48 ساعة كرونو” التي ستكون الثانية في الرالي، كان بسيطاً: “التوفيق بين التحديين المزدوجين المتمثلين في التحمل والأداء أثناء الانطلاق عبر ألف كيلومتر من الصحراء في يومين”.
وقال مدير السباق كاستيرا لوكالة “فرانس برس”: “إنه رالي النضج. هناك مستوى حقيقي من الصعوبة، إنه داكار حقيقي وصعب، سيدفع الجميع إلى ما هو أبعد من حدودهم، وخارج منطقة راحتهم”.